"هل هذا النظام شرعي؟" سؤال يُشكّل مأزقاً يضغط علينا في حياتنا اليومية خصوصاً في اللحظات الحرجة عندما يُمسي مصيرنا على المحكّ. وبغض النظر عما إذا كنا قد توقفنا عن التفكير في ذلك أم لا، فإن أي أحد يواجه السلطة، سيواجه سؤال "ما الذي يجعل السُلطات شرعيّة؟"، وبدلاً منه علينا أن نبحث عن: "كيف تتجلى مسألة الشرعية في الممارسة العملية؟" و"كيف يمكننا التمييز بين ما إذا كان النظام شرعياً أم أنه يدعي ذلك فقط؟" و"ماذا يعني القيام بذلك بشكل جيد؟".
يرى فوسن في كتابه في مواجهة السلطة أن الحكم بالشرعية ليس مجرد مسألة نظرية ولا مجرد مسألة تطبيق المبادئ الأخلاقية، إنما هو انخراط في أشكال مختلفة من الخلاف السياسي وممارسة تتقاطع مع هوياتنا أولاً، ومع واقع السلطات القائمة ثانياً، ومع صورتها والأطر الزمنية التي تؤطرها ثالثاً. إنه ممارسة بينذاتية ومستمرة لا تنقطع وتتسم بالشقاق والارتياب. كما يرى المؤلف أيضاً أننا إزاء إبادة تضع كل شرعية على المحك وتقوّض عوالم بأكملها، وإزاء تلك الإبادة ينبغي أن يُعاد النظر في الشرعيات القائمة كلها، والسعي إلى تأسيس شرعيات جديدة تقوم على أساس تحرير الشعوب والتصدي لإمكانية الإبادة الجماعية، وهذا السعي هو أيضاً ممارسة بينذاتية مستمرة.
Share message here, إقرأ المزيد
في مواجهة السلطة : نظرية في الشرعية السياسية