ويمكن لنا تمثيلُ منطق التقويض بدلالةِ "اللاــ حسم" أو بمفهومِ "اللايقين" على وجه التحديد تماماً، أو التأويل الذي لا يستكين، مقيماً من غير مَللٍ في أرض التضاعُف والانفصال وإشعال المآزق الكامنة في اللغة. ولهذا السَّبب فإنني أميلُ إلى استعمال "التقويض" تسميةً حاسمةً بدلَ مفهوم "التفكيك" الشّائع في الكتابات العربية توصيفاً لفكر جاك ديريدا، فالتفكيك لا يلبث من حيث دلالته الإيجابية (استرداد المفكّك وحدتَهُ)، يستعيدُ "الشيءَ" إلى سكينته حيث المأوى الميتافيزيقي بانتظاره بخلاف "التقويض"، الذي لا يعرف المهادنة والسُّكون والثبات، فالخطاب المقوّضُ يحيا خرابه ودماره، مشغولاً بتأمُّل تمزقاته وأنسجته المرميّة في كلّ اتجاه.
Share message here, إقرأ المزيد
في فكر جاك دريدا - مقاربات