عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت وبرعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر التي تنطلق من رؤية طموحة لتلبية كافة المتطلّبات الثقافيّة من خلال الاهتمام بالمسرح والسّينما والموسيقى والشّعر والمحاضرات الثقافية والفكريّة والفنيّة وغيرها... صدر كتاب (الحلم حياة: التمثيل الانتقائي) لمؤلّفه الدكتور رياض عصمت، وهو كاتبٍ ومؤلف وناقد ومخرج معروف قدّم العديد من المسرحيّات كتابةً وإخراجاً وتولى التدريب والإشراف على العديد من الورش في مجالات المسرح داخل الوطن العربي وخارجه.

يشتمل كتاب (الحلم حياة) على منهج متكامل في تدريب الممثّل على الأداء المسرحي والسّينمائي والتلفزيوني معتمداً على تجارب الكاتب نفسه وتجارب خبراء وأساتذة عالميّين في هذا المجال، وهو منهج يمازج بين المشاعر والعواطف الدّاخليّة للمثّل وبين تعابيره الجسديّة شاملاً لأهمّ المدارس المسرحيّة العالمية.

وتكمن أهميّة هذا الكتاب كذلك في سرده الدقيق لذلك المنهج ممّا يسهّل على المهتمّين إقامة ورش للاستفادة من تلك التقنيات والخبرات التي يوردها المؤلّف، فالتمثيل أو الفعل التّمثيلي كما يطلق عليه مؤلف الكتاب ليس موهبة فقط بل هو كذلك منهج وعلم وتدريب، ويتطلّب المزاوجة بين الأمرين.

في المقدمة التي يفتتح بها المؤلف عمله يقول: "... لا أدعو بقوة إلى مقاربة وحيدة معينة، سواء من الداخل للخارج، أم من الخارج للداخل. إنني أطرح مجموعة واسعة الطيف من التمارين، منسقة بطريقة منهجية لتساعد المؤدين على تطوير حضورهم وتنمية مواهبهم، أملاً بالجمع بين الإحساس الداخلي الصادق والتعبير الجسدي لتحقيق التكامل بينهما عبر أداء مقنع، سواء على خشبة المسرح أم للكاميرا. إنني أؤمن بشدة في أن هدف أي تمثيل جيد هو خلق التصديق، أو بكلمات أخرى الإقناع إلى درجة التوحد بالشخصية وفعلها، وهو ما يؤدي - تلقائياً - إلى "التطهير" بسبب الشعور بالشفقة والخوف، حسبما استنتج أرسطو من تحليله لأعمال كبار سادة التراجيديا الإغريقية...".

وعليه يشكل هذا الكتاب إضافة نوعيّة ذات شأن يستفيد منها الموهوبون والعاملون والمهتّمون بمجال الفنّ التّمثيلي في الوطن العربي.