(موضوع التوبة) من البحوث العلمية المهمة التي عني بها علماء الدين من المسلمين وغيرهم، والتي أولاها المعنيون بالفلسفة الإلهية، والباحثون في علم الأخلاق اهتمامهم الكثير، لأنها من أركز دعائم الخلق الكامل، ومن أرسى القواعد التي ترتكز عليها إنسانية البشريين في حياتهم في علمنا هذا وفي العالم الثاني، ولأنها أعظم إصلاح جذري لنفس الإنسان يرفعها من حضيض النقص إلى أوج الكمال، وينقلها من وحشية الرذيلة إلى مدنية الفضيلة.
وقد بحث فيها علماء المسلمين طويلاً، وعنوا بالإهتمام بها أكثر من غيرهم، لأنها أعظم نعمة يمن بها الله تعالى على عبده، وأخطر تشريع يأتي به قانون الإسلام، ولأنها الوسيلة القصوى التي يتذرع بها العبد إلى الوصول إلى الخير والسعادة.
فالقرآن الكريم - وهو الكتاب الأول الذي يعتمده المسلمون في تعالميهم ومناهج حياتهم - يوليها عناية فائقة فيحفل بذكرها آيٍ كريمة كثيرة ستقف عليها في غضون هذه البحوث.
أشاد في بيانها وتحليل معناها على ضوء التشريع الإسلامي الكامل مفسروا الكتاب العزيز، وأطالوا الكلام في موضوعها، وسنوقفك على بعض آرائهم.