لكل مسرحية -كما يعرف النقاد ومؤلفو المسرح- مقدمة تبين الهدف من تأليفها وتوضح الغرض من كتابتها. وتختلف المقدمات من مؤلف لآخر، تبعاً لثقافته ومعارفه وعقيدته وظروفه النفسية والانفعالية... فيتحرك ويصور أهدافه ويجري حواره عن طريق أشخاص يبتكرهم مخططاً لأحداثه خطوطاً يتصاعد معها الحدث عن طريق هذه الشخصيات، ويهيئ ألواناً من الصراعات التي تشد انتباه المشاهدين لكي يتتبعوا الأشخاص الذين تم ابتداعهم بأحداثهم حتى ينتهي حل المشكلات التي افترضها في قصته..
أردت أن أركز على موضوع الجهاد في سبيل الله وموضوع الدعوة الإسلامية عن طريق القدوة ولو كانت القدوة في أحلك الظروف.. وهي ظروف الاعتقال والأسر..
وحددت موقعة اليرموك إطاراً ومحتوىً لأن هذه المعركة بدأت بأربعة جيوش وأربعة قواد.. ولكن تم النصر بعد أن توحدت الجيوش والخطط والقيادة.. وفي هذا الاختيار معنى رمزياً بأن نجاح المسلمين في اتحادهم واتحاد خططهم وجمع كلمتهم... واجتهدت في تصوير الرومانيين تصويراً لا يبتعد عن عاداتهم وأفكارهم وتقاليدهم.. لأبرز التصور الإسلامي لحياة المسلمين.. وحددت معالم شخصية بكل مسلم وقع في أسر الرومان وعن طريق الحوار تتألق مفاهيم الجهاد في الإسلام.
وراعيت الكتابة بالفصحى السهلة.. حتى يكون التمثيل صالحاً لأبنائي الشباب ومفهوماً للعام والخاص ولكي تسهل الترجمة لمن أراد ذلك.