هل الحديث عن جائحة كوفيد19 هو حديث عابر تنتهي أهميته بانتهاء أثر الحدث نفسه؟
فتحي ليسير سمّاه «الحدث الوحش»وهي تسمية دالّة على هول ما وقع وما سيقع للبشرية وللعالم إثر تلك الجائحة.
تحدّث الكتاب عن صدمة أنثروبولوجية عنيفة وامتحان قاس للبشرية لم يحصل مثله منذ الحرب العالمية الثانية.
اعتمد مقاربة متعدّدة البؤر لأزمة صحّية عالمية مركّبة بتصوّر شمولي متناسب مع كونية الجائحة ومع ما فعلته بالعالم في مختلف مظاهر الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
فالكتاب وثيقةً متفرِّدة تتجاوز «الحدث»لأنه كان «وحشاً»بكل المعاني, وثيقةً لم تقف عند الوصف والتحليل كما فعل أغلب الكتاب والصحافيين لحد الآن.
وثيقة اعتبرت الجائحة «حقيقة شاملة»بالمعنى الذي قصده «مارسيل موس»لا يمكن أن نفصل فيها «البيولوجي»عن «المجتمعي»ولا «المحلي»عن «الدّولي»ولا «الصحي»عن «السياسي»و «الاقتصادي», كما لا يمكن أن نفصل فيها الرغبة في «التحرّر والتنمية»على المستوى الدولي عن جَبَروت«الهيمنة والاستحواذ».
ضمن هذا المنظور تناول الكتاب مقدّمات الجائحة وانتشارها وآليات مقاومتها وآثارها المباشرة المحلّية والدولية والرهانات التي تطرحها على مستقبل البشرية في قضايا التنمية الشاملة والتوازنات الدولية.
فهل نحن مع هذه الجائحة, كما حلّلها فتحي ليسير مؤرّخ الزمن الراهن, نعيش فعلاً في صلب الأزمات الحادّة المُميّزة للقرن الحادي والعشرين التي تنبئ بانقلابات جديدة وجدّية على كل الأصعدة؟