أصبح في مقدورنا، الآن، الكشف عن سر النظرة الواحدة التي تتكرّر مرتين، مرة مع المعرفة العلمية الحديثة، ومرة مع المعرفة الدينية. كما أصبح في مقدورنا، الآن، الكشف عن الوظيفة المعرفية للنظرة الواحدة عند المعرفتَين في حجب العلاقة بينهما. ففي الحقيقة، ما تحجبه المعرفتان هو بالتحديد قضاء المعرفة الواحدة على نفسها، في علاقتها مع المعرفة الأخرى، وبسببٍ من علاقتها مع المعرفة الأخرى. وهو حجب لا بد منه، فأي معرفة لا تستطيع أن تمارس القضاء على نفسها، دون أن تحجبه عن نفسها، أولاً، وقبل كل شيء. ويحصل ذلك عن طريق إلغاء المعرفة الواحدة للمعرفة الأخرى، فينشغل الجميع، داخل المعرفتين، بالإلغاء المتبادل بينهما، ويشاركون فيه، ويتحمسون له، ولا ينتبهون إلى أن ما يحصل بالفعل هو قضاء المعرفة الواحدة على نفسها، واستمرار المعرفة الأخرى في تجذّرها، ومنعتها، وقوتها، على الرغم من كل الضجيج المعرفي حول إلغائها.
Share message here, إقرأ المزيد
المعرفة العلمية والمعرفة الدينية في بلدان العلوم الحديثة في الغرب