لا يمثل الرفض في الرواية السعودية مجرد موقف يوجه رؤية كاتبها
فينعكس على الكتابة وتعكسه الكتابة الروائية, ولا هو تيمة تحضر في
روايات وتغيب عن أخرى بل إنه في نظرنا مقوم بنائي: إنه يبني الرواية حكاية وخطابا, فالأفعال والوقائع والشخصيات والفضاء المكاني والفضاء الزماني لا تعدو كونها تعبيرات عن الرفض يبنيها فتستمد منه كينونتها, فعنف الأفعال والوقائع وعنف المكان والزمان يصنعان شخصيات تقد من الرفض بمتنوع أشكاله ومستوياته هويتها. أما الخطاب بصفته الكيفية التي يتم عن طريقها صوغ المتن الحكائي وتقديمه إلى المتلقي, فإنه لا يعدو أن يكون كتابة رفض. تحيل الرواية, نصا سرديا, أو حكاية وخطابا متلازمين لا وجود لأحدهما دون الآخر, على مرجعيتين مرجعية واقع حكائي يجد فيه الرفض أحد أكثر أشكال التعبير إتاحة لحرية التعبير عن الرفض.
قاربنا موضوع الرفض من زوايا متعددة وبما تتيحه المفاهيم المنهجية والأدوات الإجرائية الراجعة إليها: من منظور إنشائي, ومن منظور ثقافي. أما المدونة فإنها قد لا تكشف كلها أو بنفس المستوى, متى نظرنا إليها من منظور جماليات الأدب, عن قيمة فنية كبرى تشجع الناقد على اتخاذها نصا يجري عليه منهجيات النقد الجمالي, ولكن الثابت الذي منه يمكن لهذه المدونة أن تزعم لنفسها قيمة مضافة إنما التسلح بمعاول المناهج النقدية المعاصرة من أجل النظر إلى تيمة الرفض من زوايا متعددة.