إلى ابنتيّ سوسن ومها
سألتِني، يا سوسن، عن كتاب أهدي إليك. فما وقعت على خير من هذه "الأطياف" العابقة بالطهر، والفداء، أزجيها إلى روحك النضير. فهي من عندنا، من لبنان. ولقد خلعت عليها، من صفاء الطابع، ما لا يعدو الحق، وما لا يتنكر لخلقك الوديع، الأبيّ. وشئتُ، أن تكون أختك مها، شريكتك في الهدية. فيتكافأ الفضل، وتتساوى المنحة. وما كانت مها إلا عديلة لك في نبل المهزة، ونصاعة الأحدوثة. وحسبي، أن تزدان، بهذه الريحانة الندية، هامتان نقيّتان، تتشامخان في العفة، وتنحنيان في المنة، ويطيب للبنفسجة، وهي أخت الزنبقة، أن تجمعهما طاقة واحدة، وأن توحّد بينهما رفاقة الطريق.
إن في "أطياف من لبنان" فوح شذا، ورونق حفاظ، وما أصبو إلى ما يرجح هاتين الخلتين، الزكيتين، في ترصيع أيامكما البيض.