يحكي هذا الكتاب عن 15 سنة مضت قبل مجيء البعث إلى السلطة، شهدت 62 عرضاً مسرحياً في دمشق، و105 محاضرات ثقافية، و40 معرضاً فنياً، مع 400 عنوان صدرت عن دور النشر الدمشقية، و 110 حفلات موسيقية، 16 منها لفنانين سوريين والبقية لفنانين عرب أو أجانب. هذا مع أن هذه المرحلة لم تكن مستقرة سياسياً، إذ شهدت 8 انقلابات عسكرية وحربين إقليميتين في فلسطين والسويس، مع تداول ثمانية رؤساء على القصر الجمهوري و 28 رئيساً للحكومة في السراي الكبير.
حالة عدم الاستقرار لم تؤثر في الحياة الاجتماعية والثقافية، وظهرت فئة مجتمعية حاول أفرادها أن يكونوا نموذجيين وعصريين بسلوكهم وهندامهم ومأكلهم والأماكن التي كانوا يرتادونها. كانوا جريئين في طروحاتهم، مجازفين في حياتهم، مؤثرين ببيئتهم ومتأثرين ببيئة الآخرين. ثم جاء البعث وحطّمهم جميعاً، ومعهم حطّم سورية ومجتمع دمشق الراقي والمتنور، وأنهى حياة أعيانه إما بالنفي أو الاعتقال، أو التأميم والمصادرة، أو بالعزل السياسي والاجتماعي.
Share message here, إقرأ المزيد
على أطراف الذاكرة : الحياة الإجتماعية في دمشق قبل 1963