"لم يكن جدي يعرف أننا، نحن الأطفال، أكثر الناس إدراكًا لما تعنيه الحرب. نحن من نعرف الحروب على حقيقتها، وليس الكبار. ربما كان ما يهم جدي، وغيره من الرجال، تجارته، حانوته، حقل زيتونه، معصرته، أو أي مصلحة أخرى. ربما كان يظن أن دراجة صغيرة لن تكون لها قيمة في حرب هائلة مدمرة مثل تلك التي تحدث في سوريا الآن.
لكن بالنسبة لي، فالدراجة أكثر قيمة من قرية يحررها هذا ثم يحررها ذاك. تهمني دراجتي وساعات قيادتها الممتعة فقط. لا يهمني من يحكم، ولا من يعارض، ولا من يسيطر على هذا الحاجز، ولا من يقود تلك الفصيلة. الذي يهمني هو أن يُترك لنا، نحن الأطفال، العيش بسلام، نلعب، نذهب إلى المدارس، ونمارس هواياتنا بحرية تامة، بعيدًا عن حماقات الكبار وعبثهم."