يستعرض الكتاب مسيرة العقل العربي منذ ما قبل الإسلام، ثم خلال العصور اللاحقة حتى الحقبة الراهنة، ويعالج مسألة العقلانية في الفكر العربي-الإسلامي. وهو إذ يرفض مقولة التضاد بين العقل والإيمان، يرفض كذلك مقولة أن العقل الديني قد حدَّ من حرية البحث العلمي.
إن استعراض فترة النهوض الحضاري العربي-الإسلامي تظهر أن النحويين والأطباء والرياضيين وعلماء الفلك والكيميائيين وسواهم قد ذهبوا في علومهم هذه إلى أبعد حد ممكن تسمح به الوسائل والأدوات المادية للمعرفة التي كانت متوفرة في عصرهم.
ويبقى صحيحاً القول أن العقل العلمي الإيجابي أو التجريبي قد ضعف وانخفض مستواه عندما ابتدأ العقل الديني ذاته يفقد حيويته الاستكشافية الريادية التي عرفها أثناء الفترة التأسيسية. وبمعنى آخر يدعو الكتاب إلى عدم إضاعة الوقت في إقامة التضاد بين العقل الديني والعقل العلمي خارج الشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
Share message here, إقرأ المزيد
مكانة العقل في الفكر العربي