يتناول هذا الكتاب ثلاث تجارب شعرية لثلاثة شعراء عرب كل منهم ينتمي إلى حقبة زمنية مختلفة، وله خصوصيته الشعرية المميزة.

فتجربة النابغة الذيباني ترتكز على الخوف، وتجربة الأمير عبد الله الفيصل يسيطر عليها الشعور بالحرمان، أما إبراهيم العلاف فهو مسكون بعشق الطبيعة وظواهرها.

لقد قرأ الكاتب التجارب الثلاث قراءة تلتزم المقروء بقدر ما تتجاوزه أحياناً، إذا كان للتجاوز قيمة، وهي تلتزم النص متخطية المؤثرات الحافَّة به إلى حد بعيد، وصولاً إلى قوانين المدونة الشعرية ونظامها.

على أن هذا النوع من المقاربات لا يتعامل مع أحكام سابقة يسقطها على النصوص، بل يتعامل مع أحكام تنتجها النصوص، فهي مقاربة في الغالب لا تستند إلى أحكام، بل تنتج الأحكام إنطلاقاً من أن المدونة الأدبية مادة خام تتحكم فيها قوانين وضوابط تعلن طريقة ما للتناسج والتباني.