هذا المصنف يرتبط باهتمامات عصر النهضة ويرتبط بما وراء ذلك، باهتمامات المؤلفين الإغريق واللاتين الذين درسوا فن الإقناع وتقنيات المناقشة. إنه يتخطى بكثير حدود الخطابة التقليدية، ويدرس بشكل خاص النصوص المطبوعة والوسائل الخطابية لكسب الموافقة.
إن مختلف أصناف الخطابات، وتنوعها بحسب الحقول المعرفية والمستمعين، والطريقة التي تتغير بها المفاهيم وتنتظم، وتاريخ هذه التحولات، والأنساق التي أفرزها تطويع المجموعات المفهومية المشكلات المعرفة، توفّر هنا مجالاً لأبحاث غنية بشكل لا مثيل له.
يولي المؤلفان تحليل الحجاجات الفلسفية أهمية خاصة، بالضبط لكونها تتوجه إلى قراء قليلي التأثر بالاستهواء أو الهوى أو المصلحة.
ولأن هذا المصنف يُفكك الاستدلالات التي يتوسل بها الإشهاريون في صحفهم، أو السياسيون في خُطبهم، أو المحامون في مرافعاتهم، أو القضاة في حيثياتهم، أو الميتافزيقيون في عروضهم، فإنه لا يتوجه إلى المناطقة والفلاسفة وحسب، بل يتوجه أيضًا إلى كل الذين ندبوا أنفسهم للإقناع، ومهما كانت الصفة.
Share message here, إقرأ المزيد
المصنف في الحجاج : الخطابة الجديدة