حقلي مليء بالزهور اليانعة والفواحة بيد أن الزهرة الأكثر نضارةً وجمالاً وأرق عبيراً وشذا والتي تلهب بحسنها حسّي ومشاعري وتثير كوامن العشق في روحي ووجداني لم تنبت فيه بل في الحقل المجاور.
فإليك أيتها الزهرة العطرة غ: ن: أهدي كتابي.
بهذه العبارات الشفيفة يقدم رجب الأمين جديده الموسوم بـ "عوسج وريحان"، (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2014) وهو الإصدار الثالث للمؤلف بعد "حصى ولآلئ"، و"سراب وماء".
وفي هذا الكتاب يتابع المؤلف البحث عن الكلمة الضائعة والجملة المفيدة والحكمة البليغة والقول الرفيع والقصة المفيدة من بطون الكتب وأمهات المصادر المعتبرة ويُخرج ما بداخلها إلى رحابة الورق، ذلك أن ذاكرة الإنسان لا تحتفظ بأفكارها كما تفعل الكتابة، لذا سعى الكاتب وعلى عادته في كل أعماله أن يقطف لنا العوسج والريحان لنشتم عبيره بين صفحات كتاب.
من رياحين هذا الكتاب نقتطف شذرات:
أناس كالورود حيثما وجدوا تنتشر منهم روائحهم العطرة وآخرون كالجيف وإن تعطروا بأفخر العطور فلن تصدر عنهم إلا روائحهم النتنة.
الشتاء يحمل في قلبه ربيعاً، والربيع لم يشأ أن يكتم ما في قلبه فعّبر عنه بالورود والأزهار.
في الحروب تُغتال الإنسانية ولا يخرج منها منتصراً إلا اللص والمجرم.
لو أن الموت بفقدان الحس لما كان على وجه الأرض إلا القبور.
يحتوي الكتاب خواطر وحكم وكتابات وشذرات وقصص "قديمة - حديثة"، تتراوح بين الطول والقصر نذكر من عناوينها: سذاجة العصافير، الدرهم والدينار، المرأة الدميمة، الذئب المحبّ، مرآة فاسدة، الحمار العجيب، التاريخ الملطخ بالدم، الأمة وما اعتادت، القبور المزخرفة، العانس الحزينة، العلم والجهل، (...) وعناوين أخرى