فإن كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي من أعظم شروح موطأ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله، فهو كتاب فريد في بابه، وموسوعة في فقه أحاديث الأحكام، اقتصر فيه مؤلفه على ما أورده الإمام مالك في الموطأ من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم دون ما فيه من آراء مالك، وآثار الصحابة والتابعين، وقد قضى في تأليفه ثلاثين سنة.
وقد بذل أبو عمر بن عبد البر جهداً كبيراً في وصل المنقطع، وتقوية المتصل، ولم يفته أن يتكلّم على فقه الأحاديث، ومذاهب الصحابة والتابعين، وخاصة مذاهب فقهاء الأمصار وأصحاب الإمام مالك.
ولما كان التمهيد مرتباً على أسماء شيوخ الإمام ملك كان من الصعب الوصول إلى أحاديث الموطأ المشروحة فيه، فضلاً عن الوصول إلى آراء فقهاء الأمصار، بحيث يصعب الأمر على المتخصص فضلاً عن غيره.
لذلك ألّف المؤلف المعجم الجامع للآراء الفقهية المذكورة في التمهيد مع المحافظة عليه من إعادة الترتيب على أبواب الفقه، فكان هذا المعجم بمثابة الملحق بالأصل يسهل الكشف عن كنوزه الفقهية، وليس الغرض من وضعه أن يكون بديلاً عنه.
Share message here, إقرأ المزيد
معجم فقه التمهيد