الرفيق علي هو كثيرون. شخص من هنا وهناك، من هذا وذاك، يرسم ملامح كثيرين، معاً وكلاً على حدة. يحكي قصة، قصص كثيرين، قصص مدينة.

مسَّ علي حلمُ الوصول إلى الشاطئ. كأنه قرأ القصص التي كتبها الميناء. رأى السفن التي رسمها تخرج منه بفعل أيدٍ تمتد من شبابيكها الصغيرة المتتالية؛ أيدٍ تتحرك كالدواليب: أيد لرجال لا يشاهدون انكسارات الموج لكي لا يستريحوا، ولكي يعودوا بالصناديق والأكياس الكبيرة. وحين يصلون إلى الميناء، يستعيدون بأجسادهم شريط التعب.