إن الدراسات التي يضمها هذا الكتاب تقع في منطقة التقاطع بين التربية والسياسة والأيديولوجية، فهي، إذن، ليست دراسات في التربية، ولا دراسات في السياسة أو في الأيديولوجية، بل هي دراسات لمشكلات، (أو بعبارة أدق قراءة نقدية لنصوص)، تتحدّد في منطقة التشابك، الشديد الحساسية والتعقيد، بين السياسة والتربية والأيديولوجية. هذا وإن ما يقوله ناصيف نصار في دراسته هذه التي يضمها هذا الكتاب تكمن في تلك المشكلات الواقعة في تقاطع التربية والسياسة والأيديولوجية، وكذلك إنما يعبر عن موقفه واتجاهه الفلسفي، وليس هو مجرد تحليل وصفي محايد.
إلى جانب ذلك فإنه وإن كانت المادة التاريخية التي اشتغل عليها الباحث في بعض هذه الدراسات مستمدة من التجربة اللبنانية، فهذا لا يعني إطلاقاً أن القارئ الذي يمكنه الإفادة منها هو القارئ اللبناني وحده. لأن مشكلة المواطنية مطروحة في قلب الصراعات السياسية والفكرية والاقتصادية في جميع الدول العربية، وكذلك مشكلة الفكر التربوي، ومشكلات فرعية مثل مشكلة تعليم الفلسفة.