"يمكن مش أنا اخترت وين بدّي كون.. ومش أنا بإرادتي عِشِت كل لحظة بحياتي..
بغض النظر إذا فيها فرح أو فيها حزن.. ولأنو مش أنا وحدي كل هالحالات..
في كتار ناطرين كلمة تعبّر عن شو في بداخلهن.. هيدا الكتاب مش أنا بسّ كتبته..
هيدا كل واحد فينا كتب كلمة بدمعة أو ضحكة.. ومن رَحِم حياتي وحياتكن اليوميّة..
ولد كتاب اسمه "مش أنا".
بهذه العبارات يقدم الشاعر اللبناني "ربيع حلاق" كتابه الجديد (مش أنا) لينكتب النص داخل كُنية تتواءم فيها الأنا الشعرية (الخاصة) والذات الإنسانية (العامة) وتقيم لها مواقعاً داخل الانبناء النصي القيمي الموضوعاتي لرسالة الشاعر التي يريد بعثها إلينا؛ ويفعل ذلك بقوة نسق لغوي مختلف خارج النمط المألوف. لقد اهتم ربيع حلاق في منجزه الشعري الجديد بالتراث اللغوي اللبناني، وأصلّ عوالِمه وأشاع أنموذجه الخاص ضمن معايير رؤيوية فنية عالية الجودة.. قوامها حساسية مرهفة ملائمة للذائقة المحلية لتقصّ حكايةَ حُبٍ مفرداتها هي مفردات الحياة ذاتها.. الوطن والطبيعة والأهل والمرأة والصديق وكل ما يملأ عالم الشاعر فرحاً وحبوراً.
من عوالم "مش أنا" نقرأ نصاً بعنوان "بشتقلك" يقول الشاعر:
"بشتقلك../ لانك أكتر من نصّي التاني../ لأنّو كل ما كنت شوفك إتلَبَّك.. ضيع،/ لأنّي ما اخترت اسمي ولا شكلي.. اخترتَك إنت،/ لأنّو أخَدِتْ معي سنين حتى لقيتك../ وخايف من السنين الجاية أنا وعم جرّب إنساك./ بشتقتلك.. لأنّك أكتر من نصّي التاني../ لأنَّك أنا.. كلني أنا".
يضم الكتاب نصوص نثرية وخواطر جاءت تحت العناوين الآتية: "ما في وقت"، "يمكن"، "كل الدني.. إلاّ أنت"، "فراشة ملوّنة"، "فلّ"، "بين الدفا والنار"، "ما بتخلص الدني"، "حلم طويل"، "ورحت"، "أكتر من ليلة"، "يا ريت"، "ليلة عيدي"، "صورتنا"، (...) وعناوين أخرى.
Share message here, إقرأ المزيد
مش أنا