لا قيمة للحقائق متى كانت الأكاذيب قادرة على الإقناع، ولا قيمة للمبادئ متى كانت هناك قدرة على الإلتفاف من حولها، فكل الحروب بدت أنها نتاج لأضاليل معدّة بإتقان حتى ولو وصل ذلك لإقناع وخداع الذات كما كان يفعل ونستون تشرشل عندما قال: "لديك أعداء... عظيم. هذا يعني أنك في أحد الأيام وقفت مدافعاً عن شيء ما" دائماً كان الغرب يخدع حتى نفسه بإختراع الأعداء.
التاريخ لا يمكن أن يعطي دروساً رغم كل ما خلفه من مآثر، فالحروب نفسها وذاتها ستظل تنتج الكثير من المذابح والمجازر والهجرات والمآسي، لأن الحرب ظلت دائماً مصيدة للبشر ومكاناً يصنع فيه بضعة رجال زعاماتهم حتى وإن اتسموا بشيء من الجنون...
القادة يعشقون التاريخ... لكنهم يدركون أنهم لن يكونوا فيه دون أن تدوس أقدامهم الجغرافية الواسعة ولو كانت مغلقة، وفي هذه الجغرافية يسكن الأبرياء وتسكن الشعوب التي لا تزال أسيرة للتخلف والتبعية والفقر...
هذه هي حروب العرب.