رواية "زهرة الجبال الصماء" للبشير الدامون تروي قصة الفتاة زهرة، التي تنتمي إلى أسرة فقيرة في قرية مغربية نائية قرب سبتة. العنوان يعكس التناقض بين الحياة والموت، حيث يُرسم العالم المحيط بالبطلة كعالم قاسي ومقفر. تُظهر الرواية معاناة المرأة في المجتمع البسيط، وتسرد واقع التخلف والفقر، معزّزة بعناصر أسطورية وخرافات محلية تؤطر الحكاية. ينعكس الصراع بين السماء والأرض في الصراع بين الطيور والأفاعي، والبحث المستمر عن الأمل، الذي يتحقق مع رحلة زهرة إلى المدينة، حيث ترمز المدينة إلى الحرية والعدالة.
صرخت مرارة كاوية ندت عن عمتي :
_ لقد قتلوا رفيقي و صيروني عمياء، ولا أعرف إن كان أخي حيا أم ميتا ...
تشبثت أمي بأكبرهما سنا :
_ أين زوجي؟
و هو يمسح جبهته من قطرات العرق، و يقبض على لجام البغل أجابها :
_ كأنه رفع إلى السماء أو ابتلعته الارض لا أثر له و لا أثر لشامة.
تساءلت من تكون شامة.
دونما اهتمام بهذا الاسم الذي شغلني صرخت أمي :
_ أين زوجي و من غيبه عني؟ ...
سكننا إنتظار عودة أبي. أصبحت أمي معظم الوقت ساهية تقول في حزن إن نارا حمراء تقيد في جوفها، وانها حائرة فلول عرفت أنه قال لسامحته أمام الله، أما إن كان قد هرب مع معشوقته وتركنا لوحدنا في كدية الريح فوالله لن تسامحه أبدا. تلعن حظها ووالدي ذا الوجه الخمري، والعينين الملونتين بالاخضر والكستنائي الفاتح، الذي أغرقت قلبها بحبه ولم تجني منه الى خيبة قاتلة. تشتكي لمن يزرنها من النساء وتتساءل كيف ستعيل لوحدها بنتا وأخت زوج أضخت عمليات.
Share message here, إقرأ المزيد
زهرة الجبال الصماء