حاولنا, ومن أجل المسؤولية العلمية والأخلاقية, الردَّ على ما عرضه الوردي من آراء وفرضيات ليس لمجرّد النقد, وإنما توضيحاً للحقيقة العلمية ورغبة في الوصول إلى أكبر قدر من الفائدة لفهم الشخصية والمجتمع العراقي.
إنّ المحاولة الأهم للوردي والأكثر إثارةَ للجدل في هذا المجال, جاءت في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي), الذي حقق انتساراَ واسعاَ في العراق, سواء أكان على المستوى الشعبي أم على مستوى النخبة بصورة عامة. فقد تم قبول الآراء الواردة فيه والتسليم بالفرضيات والنتائج التي عرضها من قبل طيف واسع من النخبة الخاصة والطبقة العامة, على الرغم من أنه نفسه لم يعد ما عرضه في كتابه ذاك آراء نهائية وفق سمات البحث العلمي, الذي شأنه التغير والتطور؛ إذ اعترف مرةٍ بأن تلك الآراء تمثل وجهة نظره الخاصة, التي توصل إليها من الرصد والمتابعة, من دون أن يعرضها على مبدأ تنظيمي أو مجريات منهجية واضحة المعالم.