جبران، الطفل الصغير البريء، والضعيف المحتمي بجنان أمه، والمظلوم الخائف من قسوة والده، شارك فعلاً، في عذاب يسوع نصير الضعفاء والمصلوب. وكبر جبران، وكبرت معه هذه الرؤى الطفولية والحياتية والنفسية، فإذا هو بين تيارين يتجاذبان ذاته الجبرانية المجنحة، فطلع من ذهنه "يسوع الناصري" بديلاً رمزياً مناسباً يجتمع فيه القطبان: فمن جهة، امتد ظل يسوع على وجه أمه الحانية المتواضعة المحبة المضحية المتأملة، ومن جهة ثانية، تراءى له يسوع رمزاً للمثالية والتعالي والشاعرية والعمق والإصلاح الاجتماعي العام. وهكذا ارتسم يسوع الناصري ظلالاً وخطوطاً وألواناً شاعرية ومحبة أمومةٍ، وصوتاً مدوياً في أفكار جبران التي انفجرات عبارات ومعاني وكلمات هي أقرب لمناجاة روح تبحث عن الإنسان.
Share message here, إقرأ المزيد
يسوع ابن الإنسان