أولى العلماءُ اهتمامًا بالغًا بدراساتهم وبحوثهم؛ لإيجاد الحلول والعلاجات، وتذليل الصعاب للحدِّ من المشاكل النّفسية؛ كالاضطراب والقلق والاكتئاب، وكانت أكثرُ الدّراسات هي دراساتٌ مادّيّةٌ نظرت إلى البعد المادّيّ للإنسان والمشكلات المحيطة به، فقد حصروها في مصالحه المادّيّة، ومصادرُ الحلولِ عندَهُمْ قائمةٌ على التّحليل البشريّ المتغيّر، واستقراء الحالات المختلفة.
نجد الإسلام والقرآن الكريم - بشكلٍ خاصٍّ - قد نظر للجانبين من الإنسان المادي والمعنوي فاحتواهما؛ ليكمل أحدُهُما الآخَرَ من خلال التّناسق والتّناغم الّذي وضعه من حلول ومعالجات لكلا الجانبين؛ لذلك تكمن فكرة الرسالة في البحث والتفتيش عن مصادر ومنابع الطُّمأنينة الّتي يجد من خلالها الإنسان ضالَّتَهُ؛ ليصلَ إلى بَرِّ الأمان النفسيّ، والاستقرار الرّوحيّ والمادّيّ من خلال البحث في آيات القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، ومن خلال ما تقدّم.