كيف سيبدو المشهد أمام كاتبٍ ومحللٍ سياسي ومدير عامٍ في وزارة الثقافة حين تدفعه تقلبات الزمان وضرورات السياسة إلى أن يكون مقاتلاً وهو على تخوم سن الأربعين، ثم وبعد شهور من المعارك يقع في الأسر، ليبقى عشرين عاماً في سجون أعداء وطنه يعيش فيها كل عذابات هذه التجربة، ثم يدوّنها بعين الباحث القادر على قراءة المشهد بأبعاده السياسية والتاريخية، والأديب الماهر في وصف الأمكنة وتشخيص الظروف النفسية والإجتماعية، ليُخرج لنا ملحمة سردية هي من أجمل ما كُتب عربياً في أدب السجون.
الدكتور نزار السامرائي بقدرته البارعة على السرد والوصف إستطاع أن يجعل قارئ هذه المذكرات وكأنه يُشاهد فيلماً سينمائياً؛ كل الألم والتيه، وصراعات اليأس من المستقبل، ومحاولات الإستقطاب والتجنيد، والتنقُّل المُنهك بين السجون، والتعذيب الجسدي والنفسي المُمنهج، وملاحم الصمود داخل المعتقلات، مع كل ما أحاط بذلك من وضع سياسي متغير، استطاع المؤلف أن يكتبه بلغة جزلة بارعة بين دفتي هذا الكتاب.
Share message here, إقرأ المزيد
في قصور آيات الله : عشرون عاماً في سجون إيران