شهد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين طفرة استراتيجية زاسعة بسبب ظهور الردع النووي. ولم تعد الاستراتيجية تكتفي بدراسة الحرب كعمل مادي عنيف، تشترك فيه القوات المسلحة لطرفين متنازعين، بل أصبحت تهتم أيضًا بدراسة الحرب كحدث يستمد قوته من الفكر، ويسعى كل طرف مشترك فيه إلى التأثر على فكر الطرف لآخر ومعتقداته ومفاهيمه.
ويطرح هذا الكتاب العلاقة الوثيقة القائمة بين الفكر والحرب، وازدياد هذه العلاقة في العصر النووي إلى حد لم تعرفه البشرية من قبل، وانعكاس هذا الازدياد على الاستراتيجية المعاصرة، التي لا تختلف عن استراتيجة عصور ما قبل الذرة في درجتها فحسب، بل تختلف عنها في طبيعتها أيضًا.