في‎ ‎هذا الكتاب يتناول الكاتب الدكتور "مهند النداوي" العلاقات الاقتصادية بين الهند ودول ‏الخليج العربي مبرزاً أهمية التعاون بينهما وأثره على مستقبل هذه العلاقات في ضوء ‏الإمكانيات والفرص المتاحة للجانبين. إذ بيّن الكاتب أن العلاقات بين الهند ودول الخليج ‏العربي من الملفات الهامة الحيوية ذات الأهمية المتنامية في الوقت الحاضر، وخاصةً في ‏ظل الدور المتزايد الذي يضطلع به الطرفان على الساحتين الإقليمية والدولية؛ فالهند تُعدُ ‏من القوى العالمية الناشئة التي يُنتظر أن يكون لها تأثير في الساحة الدولية في المستقبل ‏المنظور، بينما تظل منطقة الخليج العربي ذات أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة للقوى ‏الدولية، نظراً للممرات المائية المهمة في المنطقة، وأيضاً باعتبارها مخزوناً للطاقة، فضلاً ‏عن المكانة الاقتصادية التي باتت تحتلها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وقد عمدت ‏الهند ودول الخليج إلى تطوير علاقاتهما سعياً لمَأسَسَة تعاونهما عبر امتداد المحيط ‏الهندي؛ حيث شهدت هذه العلاقة تنامياً سريعاً من حيث مجالاتها خلال العقد الماضي، ‏وكان للبعد الاقتصادي دور كبير في الإسهام في تطوير تلك العلاقات ووصولها إلى مراحل ‏متقدمة، ولا سيما في مجال التجارة وموارد الطاقة (النفط والغاز).‏‎

‎يتألف الكتاب من خمسة فصول؛ يبحث الفصل الأول في العلاقات الهندية – الخليجية منذ ‏القِدَم، ويركز على أسباب تعزيزها في العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن ‏الحادي والعشرين، بينما يسلط الفصل الثاني الضوء على تركيبة الجالية الهندية في دول ‏الخليج من حيث القوة والتأثير وبحث دورها في تطور العلاقات بين الطرفين، ومساهمتها ‏في تعزيز الجانب الاقتصادي، وفي الفصل الثالث، تم البحث في دور منتديات التعاون ‏الهندية في تعزيز التعاون الاقتصادي الخليجي – الهندي؛ حيث اتَّبع الطرفان استراتيجية ‏‏"مؤتمرات القمم"، وتأسيس منتديات التعاون، سواء على المستوى الإقليمي، أم على ‏مستوى العلاقات البينيَّة... وخصص الفصل الرابع للبحث في بنية العلاقات الاقتصادية ‏‏(الهندية – الخليجية)، من حيث التبادل التجاري، والتحرك الاستثماري، والمشاريع ‏المشتركة، والتعاون في مجالي الطاقة والطيران، ويأتي الفصل الخامس والأخير، ليقرأ ‏مستقبل العلاقات الاقتصادية (الهندية – الخليجية)، من خلال إبراز الفرص والتحديات التي ‏يمكن أن تُسهم في تعزيز أو الحد من العلاقات الاقتصادية بينهما في المستقبل المنظور.‏‎

‎وأخيراً توصلت هذه الدراسة إلى استنتاجات تؤكد استمرار العلاقات الاقتصادية (الهندية – ‏الخليجية) رغم العوائق والتحديات.‏