رباعيات الخيام نفس حائرة تبحث عن الهدوء والحقيقة في كل مكان... ولعل أظهر ما في الرباعيات النعي على قصر الحياة وبطلانها، وهي شكوى الإنسان منذ خلق. والخيام في نظمها بين متفائل ومتشائم، وقدريّ ومتصوف، وتقي ومستهتر، ولكنه أميل ما يكون إلى اليأس إلى حد السخر من الحياة، والسخر من الحياة إلى حد الضحك من كل شيء في الوجود. على أن الصورة حية في شعره، وهي من صنعه وإن تعددت ألوانها في شعر غيره، وإنما نفعه في نشر أفكاره قيام كل رباعية بمعنى واحد، وقيام كل بيت بفكرة واحدة في أكثر هذه الرباعيات، وآراء الخيام فلسفية، تجعل لأسلوبه روحاً خاصاً يختلف عن روح معاصريه من الشعراء. وأحمد رامي في ترجمته لهذه الرباعيات والتي بدأها في باريس بعدما وصله نعي شقيقه إنما استمد من حزنه عليه قوة على تصوير آلام الخيام، وظهر لعينه بطلان الحياة التي نعى عليها الخيام في رباعياته، فحسب نفسه وهو يترجمها أنه ينظم رباعيات جديدة يودعها حزنه على أخيه الراحل في نضرة الشباب، ويصبر نفسه بقرضها على فقده.
Share message here, إقرأ المزيد
رباعيات الخيام