أعطني فرصة كي أتنفّس ثانية... وسأخبرك عن الأمانة الثقيلة الّتي حمّلني إياها ربي.
يتقدم كلاهما إلى ظلّ إحدى النخلات، فيقتربان منّي أكثر، ويرتاح بالي لأَنَني سأسمع كلّ حديثهما، يمسك مولاي بكفّي مولاتي الّتي تضاهي الورود نعومة ويقول بشوق:
مثل عادتي عندما أذهب إلى جبل النور بينما أنظر إلى السماء وأجلس في الغار وأحدّق في الكعبة وأسأل اللّٰه الأنوار الربوبية، وتستعر في داخلي ألسنة الشوق فأضع رأسي على التراب وأذكر اللّٰه مع كل نفس، وبكلّ ذكر أذكره يُفتح باب من أبواب السماء وراءه ألف باب، واليوم أيضاً فعلتُ ذات الشيء.... النور والذكر والسجود والفتح.
تمتلىء عينا مولاتي خديجة بالدموع دفعة واحدة ويلمس مولاي إحدى الدمعات بطرف إصبعه ويضعها على شفتيه ويقول:
فجأة وجدتُ نفسي في وسط السماء، على جناح ملاك يُدعى جبرائيل حجمه عظيم مثل السموات والأرض... كنت مثل طفل ضائع يصل إلى حضن أمّه الدّافىء... في تلك اللّحظة كنت أنا وذلك الإحساس المعقول، إلى الأمام…
القرب من ذات الحق… النور المطلق… الشفافية العميقة.
Share message here, إقرأ المزيد
أماه : مقتطفات من حياة السيدة خديجة عليها السلام