نقدم في هذا "التطبيب بالطعام" ميزات وخواص أنواع مختارة من المواد الغذائية الهامة والتي أنعم الله بها علينا. وفي الشفاء الغذائي نورد عدداً من الأمراض المهمة والمنتشرة ثم نذكر النصيحة الغذائية التي تناسبها والمكملات الضرورية المساعدة على الشفاء.
لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وهيأ له ما يكفل له البقاء والاستمرار بصحة وحيوية بما يحيط به من أسباب الحياة والحركة والغذاء في الأرض والماء والهواء. وقد وجدت الأمراض التي تصيب الإنسان منذ أن وجد سطح الأرض والماء والهواء. وقد جهز الإنسان بعناصر دفاعية ومناعية هائلة، فقد وضع سبحانه الداء ووضع له الشفاء لحكمة أرادها، فالمناعة والقدرة على المقاومة، هما بعض مما تزود به الجسم الإنساني في كفاحه الدائم ضد المرض، بحيث تحقق التعادل والتوازن في هذا الأمر، كما تحقق في كل معالم الحياة.
تجري الآن أبحاث ودراسات واسعة حول دور الطعام في مكافحة الأمراض. وقد بدأ العلماء يدعون إلى اعتماد الوسائل الطبيعية في المعالجة بدل الاعتماد كلياً على العقاقير المصنعة، وتأتي المواد الغذائية من خضار وبقول وفاكهة في مقدمة المعالجات الطبيعية لكثير من الأمراض، فيما لو أحسنا تناولها. فلكل مادة خصائصها المعالجة وتركيباتها الذاتية. وكل منها، حافل بالمغذيات والفيتامينات المفيدة، وبإمكان أي إنسان دعم مناعته الذاتية ومعالجة نفسه والتمتع بالصحة والعافية والشباب إذا عرف أسرار هذه المواد وآثار تناولها على الجسم شرط ألا يسرف في تناولها.
إن الخط الفاصل بين الغذاء والدواء قد لا يكون واضحاً دائماً فهل الليمون الحامض والبصل والشوفان أغذية أم أدوية؟ إنها بكل بساطة: الاثنان معاً. فالليمون الحامض يحسن المقاومة ضد العدوى والبصل يفرج العدوى القصبية والشوفان يدعم النقاهة.