إن قيمة ما أظهرته في هذا البحث تكمن في أن العرب كان لها علم كامل بهذا النظام، وإن لم يلبس لبوس مصطلحات الخليل، إنما عرفت مبادئه وهيكله الكامل، وما جملة «التنعيم» التي بينت موقعها في الاشتمال على هذا العلم إلا أدل دليل على حرفتها في بناء الجملة التي تعبّر عنه تعبيرًا كاملًا منطقيًا، فـ (نعم ولا) هي منطلق العلم عندهم، وهي عند الخليل الوتد والسبب الذي بنى عليه بنيانه، ولا يراودني شك في أنه ارتكز إليها ومثلها بالوتد والسبب، ودوائره لا تعدو أن تكون - كما أظهرت - طريقة بناء متتالية (نعم، لا)، من حيث العدد والترتيب، والتفاعيل أيضًا، لكن بحسب عددها، وتشكلها الصوتي، أو الإيقاعي، (نعم ولا)، والبحور هي بدورها صورة طريقة قراءة المتتالية من حيث المبدأ والختام، كل ذلك ضمن مظهر يرتكز إلى منطق المتتالية التي حولها الخليل إلى دائرة، ومنها بنى دوائره الأخرى..
Share message here, إقرأ المزيد
ما سكت عنه الفراهيدي