ترفض "عذيجة" الغناء إذا انخسف القمر، وإذا كان الجوُّ غائماً، لا بدَّ أن يكون القمر بارزاً، والسماء صافية خلَّابة، وإلَّا لانتهى العرس بالطلاق، ترفض أن تغنِّي في أيِّ عرس يحتمل شيئاً من الشؤم!
تحمل تقاليدها وصوتها، وتمضي من عرس لآخر، صوتها الذي لا يمكن لأحدٍ إلَّا أن يُنصِت له باهتمام كلَّما غنَّتْ، هي التي أتت من سلاسة تتوارث الغناء في الأعراس ..
صوت يُراكِم العذوبة جيلاً بعد جيل، وحين كانت تغنِّي في وَحدتها كي لا تموت، بعد أن مات أهلها كلُّهم في رحلة الأسر، وبقيت هي، في بيت التاجر الذي فُتِنَ بصوتها، فتزوَّج الأُغنيَّة قبل أن يتزوَّجها، ناذِراً الفرح لكلِّ عرس في الحيِّ، ولتبدأ الحكاية من هناك.
كما عوَّدَتنا صالحة عبيد، بناء روائي متين، وسرد كأنه غناء، وعالم خاصٌّ وغريب، ولكنه بقدر غرابته بقدر ما هو واقعي. واقع مكتوب بالروائح والأصوات.
سنقرأ ورقات هذه الرواية ونحن نشمُّ ونسمع.
Share message here, إقرأ المزيد
إلا جدتك كانت تغني

