من المعلوم أن الرسالات السماوية جاءت، قبل كل شيء، لتهذيب أخلاق الأمم، حتى أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه و سلم) جعل التكامل الأخلاقي هدفاً لبعثته، وفي قوله (صلى الله عليه وسلم): "إني بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ما يكشف بجلاء عن أهداف رسالته السامية. وقد ضم القرآن الكريم في الكثير من آياته وصايا قيمة على الصعيد الخلقي. ومن العلماء الذين انبروا لتفسير الجانب الأخلاقي في القرآن والحديث مؤلف هذا الكتاب الحجة السيد مكارم الشيرازي، وقد تصدى لشرحه والتحقيق فيه السيد حسين الحسيني وجمع فيه "مئة موضوع أخلاقي في القرآن والحديث تشتمل على ثلاثمئة آية وسبعمئة حديث مستقاة من (التفسير الأمثل) بطريقة رائعة، تبتعد عن التكلف والتعقيد.
ميزات الكتاب: اهتمامه بالجانب الخلقي، والعلمي البحثي ما يجعل الفائدة عامة، تأكيده على قضايا حياتية من صميم الواقع الاجتماعي للفرد المسلم، تطرق بما يتناسب والعناوين الموجودة في الآيات الى أبحاث مختصرة تغني القارئ عن الرجوع الى مصادر أخرى، تجنب الاصطلاحات العلمية المعقدة، تناوله للمسائل الأخلاقية بتناسب الآيات القرآنية، استخراجه من مئات الأقسام من كتاب (التفسير الأمثل)، سلوكه في ترتيب واختيار مادة الكتاب التنسيق الموجود في كتاب "المحجة البيضاء" للمرحوم الفيض الكاشاني.

ومن عناوين الكتاب نذكر: سبعة عشر حديثاً حول فضل العلم والعلماء، العالم بلا عمل، التفكر، قيمة العقل، أسرار الصلاة، القرآن دواء شاف، آداب تلاوة القرآن، فضل التسبيح والتكبير والتهليل، الدعاء، السعادة والشقاء، صلة الرحم، الغيبة... الخ