هذا الكتاب هو توثيق لقصص ومواقف عظيمة تُروى عن أهل قطاع غزّة وأبطالها، في ظلّ الملاحم التي تسطرها بطولات ‏الغزّيين وثباتهم الأسطوريّ، ومواجهتهم لاحتلالٍ دمويّ مجنون، لا تحكمه حدود من الأخلاق أو القوانين أو الاعتبارات.‏ هذا الكتاب هو رحلة بعض أرواح الطوفان التي سعى الكاتب أن تكون مشتملةً لفئات متعددة ومتفاوتة من المجتمع ‏الفلسطيني في قطاع غزة؛ الأستاذ والأكاديمي، والطبيب والمهندس، والفنان والشاعر والمثقف، والمبصر والكفيف، ‏والسميع والأصمّ، والرجل والمرأة، والأستاذ والطالب، والشيخ والشاب والطفل، والمقاتل بسنانه ولسانه وفرشاته، والإمام ‏والداعية، والطالب والتلميذ، والأم وابنها، والأب وابنه وابنته، والعائلة كلها وبعضها، والمستقلّ وابن التنظيم... ‏ هذه الحكايات لقيت حظّها من التوثيق والتسجيل، وهي عينة صغيرة جداً من مشاهد عظيمة كثيرة، احتوت مواقف ‏عظيمة غير مسجّلة وغير محفوظة، أو لم يبقَ ثمة شهود يروون قصتها.‏ يسعى مركز الزيتونة من خلال هذا الكتاب الذي نَسَجَ قصصه الدكتور أسامة الأشقر، وأُضيفت إليه بعض اللقطات ‏والمشاهد القصيرة المؤثرة، إلى نشر صورة مختصرة عن معاناة الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة واستجابته الإيمانية وعزيمته ‏وإصراره، في ظلّ الحرب الإسرائيلية عليه إثر عملية طوفان الأقصى، بأسلوب يخاطب العقل والقلب معاً.‏