ضم هذا الكتاب مواد الملف الذي نشرته مجلة " بدايات " في عددها الخاص بمئوية ولادة " لبنان الكبير".
ينقسم الكتاب الى ثلاثة أقسام: الحدث - الأوائل - البدايات. يركّز القسم الأول على الحدث. فيه ننشر مرسوم تأسيس "لبنان الكبير" الذي أصدره الجنرال هنري غورو في ٣١ آب / أغسطس ١٩٢٠ ونترجم خطابه في الاحتفال بالحدث مع تعقيبٍ عليه بما هو عيّنة معبّرة عن الفكر الكولونيالي الفرنسي.
يسعى بحث فواز طرابلسي عن دَور الاقتصاد والطوائف في إنشاء "لبنان الكبير" إلى إعادة الاعتبار لعمليّةً قامت على الجدل بين الدفاع عن المصالح الاقتصاديّة الاستعمارية الفرنسيّة في عموم سورية من جهة وبين تطبيق سياسة استخدام الأقليّات الدينيّة المسيَّسة في السيطرة الاستعمارية، من جهة أخرى.
في القسم الثاني، افسحنا المجال للتعريف بـ"الأوائل" الذين لعبوا أدواراً رئيسة في تصوّر "لبنان الكبير" ونظامه الاقتصادي والسياسي وعلاقاته العربية والدولية بمثل ما اسهموا بالدعوة والنضال من أجل قيامه.
في القسم الثالث عن البدايات الاقتصادية والتشريعية والسياسية، دراسة الجامعية سيما فرح، المبنيّة على الأرشيف الفرنسيّ، تعرض فيها لتقلّبات المفوّضين السامين في موقفهم من دور اللبنانيين في صياغة القانون الأساسيّ وفي المؤسّسات التمثيليّة اللبنانيّة.
لعب خط سكة حديد بين بيروت-دمشق دورًا أساسيًا في قيام المحور التجاري الكولونيالي الجديد الذي حولّ بيروت الى ميناء لسائر سورية وشكّل احد مرتكزيات الاستعمار الفرنسي على لبنان وسورية. يروي الباحث يوسف المرّ دخول بلدة ريّاق الحداثة من خلال دورها كمحطة أساسية على هذا الخط.
وفي مجرى الاهتمام بزيادة المعارف في التاريخ الاقتصاديّ-الاجتماعي، ننشر دراسة مروان بحيري عن بيروت في الاقتصاد السياسي للانتداب الفرنسي. ويسرّنا نشرنص ثانٍ من إنتاج هذا المؤرّخ المميَّز الذي رحل باكرًا ولم تلقَ أبحاثه ومؤلفاتُه ما تستحقّه من نشرٍ ودراسةٍ واستلهام.
كأنما في توسيع ما ورد عند بحيري، نختم بدراسة مستفيضة للباحثة والجامعية جانينا سانتر عن نشوء القطاع السياحي وولادة نموذج "لبنان سويسرا الشرق".