تبدو الشام المكان الأرحب – مكان العيش - الذي استطاع الكاتب محمد ماهر الشطة من خلاله أن يثير لدى القارئ ذاكرة بلده هو، فهي مكانٌ عاش فيه، ثم انتقل منه ليعيش فيه بخياله يسترجعه بذاكرته الحيّة بعدما ابتعد عنه. في هذا الكتاب يأخذنا الشطة إلى «مشوار في الشام» لنتشارك معه البحث عن زمنٍ مفقود، لا جرم أن يفضي مسعى من هذا القبيل إلى تحقيق رحلة أشبه بعبور إلى زمن جميل يُستعاد عبر مشاهد في (أربع وعشرين حلقة) كتب الشطة بعض هذه الحلقات في دمشق.. وفي أربيل شمال العراق.. وبعضها في أنطاليا جنوب تركيا، فبقي على عهده في عشق شامه، شام كل السوريون، الشام التي ستبقى رائحة ياسمينها متنفساً لكل سوري وعربي أصيل ما بقيت الأيام.
قدم الكاتب لعمله هذا بمقدمة يقول فيها: "من أحد عشاق الشام.. شامي.. أجمل ما وقعَ على مسمعي في حالك أيّامي... شامي.. تستحقّها شامي... أراها تلبسك أكثر من أيِّ أحدٍ ثاني.. قد وصفتها فأعطيت حقّها ابتساماتٍ.. في بعضها.. وفي أكثرها أحزانِ. فضولك معطراً بياسمينها.. ونكهة اشتياقك.. عنب ديراني. كثيرون أرغموا على سفر.. حزموا ذكريات شامهم.. أطنانِ. يصرّون على العودة لها.. ينهلون زيتها المقدس.. من ثانِ. سيعاد ترميم أصولها مشاريع وأبنية.. مهما خنقتها طفيليّات عدوانِ. سينجو سامي ورفاقه من سوداء محنتها.. كما نبتَ غصن بين خفّانِ. سيعود خليط النّاس يوماً.. أحباباً.. أهلاً وجيرانِ. ستعود دمشق كما عهدتها.. درة أوطان".
Share message here, إقرأ المزيد
مشوار في الشام