أصبحَت المدينة جذلى بروايةِ أخبارِ ما وقع في الحفل، وتجدّدت الإشاعات، واهتمَّ البعض بحركة الجواسيس حول الرياض أثناء قيام الحفل، وقالوا إن القائد العسكري جعل فرقه للتدخُّل في وضع تأهُّب.
واهتمّت النساء خاصة بأخبار كلود وقال بعضهنّ إن صاحب صنعة الرباط وقع في غرامها، وقالت أخريات إن صاحب صنعة مكناس هو المتيّه في حبها، وقيل إنها صاحبة الثروة والإهتمام بالموسيقى وأن والدها مجرّد ظلٍّ لها، بل ذهب البعض إلى القول إن الرجل المرافق لها ليس والدها حقيقة، فهي أميرة نصرانية اعتنقت الإسلام خفية وجاءت لتعيش في هذا البلد متستِّرة بشغل الموسيقى.
وفي غده حضر فيرني وكلود إلى الرياض للفطور ولتوديع المعلّم الرباطي، وسألته كلود سؤالها المعتاد:
- ما معنى غريبة الحسين؟.
قال:
- في اعتقادي أن غريبة الحسين نوبة صنعها ماهر من الموسيقيين، أحبَّ امرأة حبّاً شديداً لم يكن يملك وسائل إرضائه، والذين علّمهم هذه النوبة واطّلعوا على سرِّه هم الذين سمّوها بغريبة أو قصة الحسين، ثم وجد من جاؤوا فيما بعد منوالها وصبّوا فيها ترانيم في ذلك الإتجاه المفعم بالأسى والحنين.