يتناول كيف أن علماء الاجتماع كثيرًا ما يعيدون إنتاج الظلم ذاته الذي يسعون إلى تحدّيه، من خلال اتخاذهم مواقف جذريّة ورفضهم التحاور مع من لا يتفقون معهم. ويقدّم مفهوم "الليبرالية الرمزية" - وهو تناقض يتمثل في أن الأفراد يتبنّون المبادئ الليبرالية الكلاسيكية، لكنهم يتصرّفون بطرق غير ليبرالية سياسيًا. ويؤكد أن هذا الأمر ساهم في تفاقم أمراض الحداثة المتأخرة: السلطوية، والهشاشة الاقتصادية، والتدمير البيئي، والتي تتكشف جميعها اليوم في مناخ بات فيه النقاش المعقول يبدو مستحيلًا.
من خلال تحليل نقاط التوتر الأساسية في الاستقطاب المعاصر، ينتقد المؤلف كيف شوَّهت الليبراليةُ الرمزيةُ تعريفَ العدالة من خلال ترشيق مفهوم العدل الاجتماعي، ثمّ تضخيم كونيّة حقوق الإنسان، والخلط بينها وبين تصوُّر الخير، ثمّ طرح هذا التصوُّر التَّغَلُّبي كقضية واحدة وحيدة لا تُجزَّأ، هي نفسها قضية العدل. ويمزج الفلسفة السياسية بالأخلاقية وبالنقد السوسيولوجي، ويحثُّ على تبادل أكثر للأفكار من أجل الوصول إلى علم اجتماع تحاوري، وإلى استعادة الخطاب الفكري الهادف.