دخلَ قاطعُ طريق المنزل، وهدّد الأبَ، فباعَ ابنتهُ مقابلَ قبضتين مِن حبوبِ العدسِ. هذه كانتْ أولى خيباتِ الأملِ، ولكنَّ لالو هي ككلِّ الإناثِ القوياتِ اللواتي جُبِلنَ من طينةِ الولاءِ والقوةِ والحبِّ. اِبتسمتْ ونظرتْ بتحدٍّ إلى عينيْ قاطعِ الطريقِ؛ كانتْ خائفةً وحزينةً ولكنها لم تردْ أن تُشعره بالانتصارِ. منذُ تلكَ اللحظةِ، عقدتِ العزمَ على منازلةِ الحياةِ والفوزِ كَما يليقُ بالبطلاتِ. لكنّ البيعَ الأوّلَ تلاهُ بيعٌ ثانٍ وثالثٌ وانتهى بها الأمرُ في عنبرِ سَفينةٍ حملتها لتُباع في سوقِ الرقيقِ. لم تمرَّ دقيقةٌ منذُ أنْ غادرتْ منزلَ والدِها، إلّا وفكّرتْ فيها بالطريقةِ الّتي ستَشتري فيها حُريتها وتعودُ إلى أهلِها بالذّهبِ، فيصيرُ والدُها أَثرى رجالِ قريتِه، ولسانُ حالها: "أهلي ولو ضَنّوا عليّ كرامُ".
لكنّ الحياةَ تُجيد اللعبَ ولا تُهزَم بسهولةٍ، فوضعتْ في دربِها قريبًا نذلًا وغريبًا شهمًا، وحبيبًا لم تعرفْ إن ماتَ من أجلِها، وآخرَ مستعدًّا لخوضِ النارِ كرمى لها. لكنّ يومًا حلّ وتبيّن لها كم كانتْ واهمةً، فهي لم تكن يومًا رقيقًا، ولكن لماذا لم يخبرها أحد؟
اسمي لالو،... رواية عنْ أرضٍ تُحبُّها وترفضُكَ وأرضٍ تُحبُّها ولا تستطيعُ قبولَك، وقصةُ حبٍّ غامرٍ عرّابُه الموتُ، بطلتها امرأةٌ أحبّتِ الأطفالَ وأحبّوها ولكنها رفضتْ أن تُنجبَ، امرأةٌ لم تعرفْ يومًا كلمةَ مُستَحيل.
Share message here, إقرأ المزيد
اسمي لالو