يُمثلُ هذا الكتاب جهداً فكرياً، وحصيلة تجربة أكاديمية ومهنية، كأستاذ مساعد في معهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض في مطلع حياتي العملية، ومن ثم كسفير للمملكة العربية السعودية في عدة دول منها مملكة السويد، ومملكة النرويج، وجمهورية أيسلندا، والمملكة المغربية، بالإضافة إلى رئاسة وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، وكذلك المشاركة في دورات الأمم المتحدة السنوية لعدّة مرّات في جميع لجانها وأجهزتها.
يستمدُ هذا الكتاب أهميته من محاولة إبراز مقومات الدبلوماسية المتعدّدة الأطراف، من خلال تناول دورها وممارساتها في المنظمات الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة كأداة فاعلة في مقاربة العلاقات الدولية، والعمل على تعزيز فرص التعاون البنّاء، فضلاً عن التوصّل إلى حلول تُسهم في خلق بيئة دولية أكثر مواءمة في ظل الظروف والتطوّرات التي تشهدها الساحة الدولية، وكذلك بلورة التفاهمات والإتفاقيات الساعية إلى تنظيم العلاقات بين الدول، خصوصاً وأنّ العمل في هذه المحافل الدولية يتطلب من المبعوث الدبلوماسي التعامل مع سياسات دولية لا سياسة دولة.