يحتل الشعر في الوعي الإنساني منزلة سامقة بين الفنون، إذ هو من أبرز الفنون الجمالية التي عبّر بها الإنسان عن ذاته و رؤاه، وقارب به فلسفته في الحياة وسؤال التجربة الداخليه للذات الشاعرة، وقديما قالوا الشعر ديوان العرب، يعنون بذلك أنهم سجلوا فيه مآثرهم وتجاربهم، ليس على مستوى الممارسات التي ينهض بها الإنسان فحسب، بل على مستوى الكينونة الإنسانية أيضاً، وسؤال الوجود، واستشراف الممكن..والرؤية التي تمخضت عنها منطلقات هذه الدراسة رؤية قائلة بأصالة الحضور لهذه البقعة ❊محايل عسير❊ في جسد الثقافة العربية، و تلك الشواهد المتناثرة في كتب التاريخ والمعاجم تنتظر الباحث الذي يزيل عنها غبار الوهن والنسيان. ت ...
واستجابة لتلك الرؤية، جاءت هذه الدراسة تحت إلحاح الهاجس البحثي، وتطلعات السؤال النقدي عن القصيدة الفصيحة في محايل عسير، تتسائل عن تاريخها، عن طريفها وتليدها، لتمد بحضورها أواصر القربى مع السلالة الشعرية العربية، وترصد أهم ملامح الحركة الشعرية في محايل عسير وتجلياتها في المشهد الثقافي السعودي والوطن العربي.