يحاول المؤلف في الكتاب الذي بين يديك التعامل مع البحث في التاريخ الإسلامي كمسألة بحثية ويسعى في هذا المضمار إلى إيضاح أبعاد المنهج الصحيح في إعادة بناء الماضي. ولذلك، ينقسم هذا الكتاب إلى قسمين: «منطق البحث» و«المعوّقات التاريخية».
فقد تمّ في القسم الأول شرحُ منطق البحث وكيفية مواجهة المسألة البحثية بشكل صحيح تفصيلًا؛ ثمّ في القسم الثاني، تمّ أولًا شرح الآفات والمعوقات التي لحقت بالنقولات التاريخية، حتى يكون الشخص الذي يريد الدخول في مجال البحث في تاريخ الإسلام ملمًا بما سيواجهه من مشاكل في هذا المجال. وبعد ذلك تمّ تسليط الضوء على بعض أهم المعوّقات المنهجية التي ابتُلي بها الباحثون الآخرون؛ وذلك بُغية أن يُجنّب القارئ بحثَه عن مثلها.
ومن ناحية أخرى، بما أنّ للبحث التاريخي جنبتين اثنتين: نظرية وعملية، ولكي لا تبقى المسائل المبيَّنة في مجال شرح المنطق البحثي وكذلك المعوّقات التاريخية مجرّدَ قضايا تجريدية وافتراضية، حاول المؤلف في هذا الكتاب على الدوام ومن خلال الالتزام بالمنهج التطبيقي في كل مسألة نظرية، تقديمَ العديد من الأمثلة التاريخية؛ وذلك حتى يتمكّن القارئ من التعرّفِ بشكل ملموس على الموضوعات التي تمّ طرحها والاتصال بها عن قريب.
وجديرٌ بالذكر، أنّه قد بذلت فعلا جهود متفرّقة أو مجموعة في سياق شرح منطق البحث التاريخي من قبل الباحثين والمحقّقين، وتركّز معظمها على التاريخ التحليلي بالخصوص؛ لكن يبدو أنّ ما يميّز هذا الكتاب ويجعله جديدًا إلى حدّ ما ومختلفًا عن كلّ الجهود المبذولة سابقًا هو ما يرتبط بالتحديذ بالتاريخ النقلي؛ إذ حاول المؤلف حثيثًا التعويضَ عن النقص الموجود في تلك الجهود السابقة.
Share message here, إقرأ المزيد
المنهج والتاريخ : مقدمة في منهج البحث التاريخي الإسلامي