بعد أن مارس عمله كطبيب أسنان لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، منه في القطاع العام ومنه في القطاع الخاص والعمل الحر، أراد الدكتور عبد الرحمن العيسى أن يقدم لنا تجربته في الكتابة عبر كتاب عنونه بـ (قراءات طبيب كويتي) يسجل فيه بعضاً من تاريخه المهني وبعضاً من الأفكار والخواطر العفوية التي كان يسطرها القلم وتُنشر في صحيفة محلية كل أسبوع في زاوية أسبوعية خاصة به، تناول فيها هموم العمل كطبيب كما تناول أموراً إدارية أخرى تخص وزارة الصحة الكويتية، وقد حان الوقت لجمعها في كتاب واحد بالإضافة إلى مقالات في السياسة والاقتصاد والاجتماع، ومعلومات أخرى تجدر قراءتها.

يقول الكاتب في المقدمة التي يفتتح بها عمله هذا: "...في هذا الكتاب أعرض كتاباتي وأفكاري ممزوجةً برؤية شبابية، كويتية عربية وطنية خالصة؛ أفكار وآراء تعبّر عن معتقداتي الخاصة وقد تتناول هذه المقالات نقداً للكثير من الأحداث المحلية والإقليمية التي تمر بها المنطقة خصوصاً في هذا الوقت الصعب من تاريخ الأمة العربية والإسلامية جمعاء. أعيش الواقع وأتبع أحداث الساعة، أحاول تجميعها وترتيبها والاجتهاد لفرز ما فيها من حقائق ومعلومات وعبر ودروس، لعل هناك من يستفيد منها أو يفيد.

تجدونني في كتاباتي أتناول أحداث الإرهاب تارة ومواضيع اقتصادية تارة أخرى؛ أكتب في السياسة وأحياناً عن الشباب؛ في المحليات وفي الأمور الإقليمية، في أمور عسكرية وأخرى اجتماعية وهكذا.. وأنا في هذه المقالات لا أطرح نفسي متخصصاً أو عالماً ببواطن الأمور، أبداً، ولكن أطرح نفسي مواطناً كويتياً بسيطاً من الأغلبية الصامتة كما يسمونها. له رأي وصوت. له روح وكلمة. له الحق في التغيير والتصريح بما لا يتعارض مع حدود الأدب والدين. كل ما في الأمر أنني وجدت نفسي في بعض الأحيان، في مواقف يفضّل فيها الكلام والتصريح بما يدور في القلب والعقل والتنبيه من أمور لا تسير على ما يرام أو كما يتمناه الجميع من الخير.

في قراءات طبيب كويتي يثبت الدكتور عبد الرحمن العيسى أن الكتابة ليست حكراً على صُناع القلم والمعرفة، بل يمكن أن تتسع للقادمين من الضفة الأخرى، ضفة الطب أيضاً.