"لا أحد منّا يُختزَل في شيءٍ واحد. نحن توليفةٌ من أفضل وأسوأ الأشياء التي فعلناها في حياتنا ".
* * *
"فلنبدأ حيث النهاية. بعد أن تقلب الصفحة الأخيرة من رائعة كريس ويتاكر الجديدة، سوف تعاني ـ أنا عانيتُ بالتأكيد ـ للعثور على كلمات مناسبة لوصف هذه التجربة..."
ناك نوعان من العائلات: تلك التي نولد فيها وتلك التي نصنعها بأنفسنا.
"ووك" لم يغادر يومًا بلدته الساحلية في كاليفورنيا حيث نشأ. ورغم أنه أصبح رئيس الشرطة، إلا أنه لا يزال يحاول شفاء الجرح القديم الذي خلّفه تقديمه شهادة أودت بصديقه المقرّب "فنسنت كينغ" إلى السجن قبل عقود. الآن، وبعد ثلاثين عامًا، يُطلق سراح فنسنت.
أما "داتشيس"، فهي فتاة متمردة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا وتصف نفسها بأنها خارجة عن القانون. والدتها "ستار" نشأت مع ووك وفنسنت. ووك يعيش في حالة تأهب دائم لحمايتهما، لكن فنسنت وستار يبدوان وكأنهما يسعيان للغرق أكثر في دوامة التدمير الذاتي. ستار لطالما تألّقت بنورها، لكن هذا الضوء بدأ يخفت مؤخرًا، مما جعل داتشيس تضطلع بدور الأم، ليس فقط لوالدتها، بل أيضًا لشقيقها الصغير البالغ من العمر خمس سنوات.
في المدرسة، يسخر الأطفال الآخرون من داتشيس بسبب ملابسها الممزقة وشعرها غير المرتب. لكن دعهم يرمون عصيهم، فهي سترد عليهم بالحجارة. القواعد ليست لها، هي فقط تحاول النجاة والحفاظ على تماسك عائلتها.
قد لا يبدو أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين شريف في الأربعينيات من عمره وفتاة في الثالثة عشرة، لكن كليهما اعتادا خيبات الأمل، وفقدان الأحبة، ومرارة انكسار القلب عند فتحه للآخرين. لذا، عندما يعود فنسنت كينغ حاملاً معه المتاعب، يجد كل من ووك وداتشيس نفسيهما عاجزين عن فعل أي شيء سوى استقبالها، بذراعين مغلقتين على وجع لا يُشفى.
كتب "كريس ويتاكر" رواية استثنائية عن أناس يستحقون أكثر بكثير مما منحهم إياه القدر. رواية مؤلمة في أحيان كثيرة، لكنها لا تخلو من ومضات الأمل والفكاهة، لتحكي في النهاية قصة ملهمة عن صمود الروح البشرية وكيف ينتصر الحب—بكل أشكاله—في نهاية المطاف.
