ليس سهلًا أن يكون الشاعر صوتًا لجيله، وليس سهلًا أن تمتدَّ كلماته عبر العقود فتصبح جزءًا من الذاكرة الجماعية، بل من الوجدان ذاته. بدر بن عبد المحسن لم يكن مجرد شاعر يكتب، بل كان يُعيد تعريف الشعر، يُعيد رسمه بفرشاة الحالِم، ويمنحه موسيقى الداخل العميق، ذلك الصوت الذي يتردَّد في صدورنا حين نحاول التعبير عن الحب؛ عن الفقد؛ عن المدن؛ وعن الأحلام المؤجَّلة. حين نبحث عن جوهر التجربة الشعرية في عصرنا الحديث، نجد أن بدر بن عبد المحسن هو أحد أولئك القلائل الذين استطاعوا كسر الحواجز بين الفصحى والعامية؛ بين النُّخبة والجمهور؛ بين الموسيقى والقصيدة. كان يكتب وكأنما يبني جسرًا بين عالَمَيْن، يصنع مفرداته من الحياة اليومية، لكنه يُطوِّعها بلُغةٍ تنبض بالرُّقيِّ والجمال؛ فلم يكن شِعره مجرد كلمات تُقرأ، بل كان لحظةَ إحساس كاملة، تعاش بكل ما فيها من تفاصيل ومشاعر. علي بن تميم
Share message here, إقرأ المزيد
بدر الشعر وذهب القصيد









