يبدو البحث في سيرة العظماء صعباً خاصة حينما تمتدّ نضالاتهم إلى أكثر من 40 سنة، أو عندما يقررون أن يبقوا في الظلّ. لهذا، تصير المهمة شاقة أمام التقاط ما يمكن من حياتهم لرسم صورة متكاملة عنهم. إنه الأنموذج القدوة الذي يبحث عنه بطل هذه الرواية ليخرجه في فيلم لم يُكتب له النجاح في إنتاجه. وفي الطريق إلى حلمه تتراكم الحروب وسير الشهداء. تتنقّل هذه الرواية بقارئها بين عواصم المقاومة، غزة وبيروت ودمشق وبغداد وطهران، ومدن أخرى. لا يهم ما هو حقيقيّ من أحداثها وما هو فوق الحقيقة؛ المهم أنها صادقة بصدق شخصياتها، الأبطال والثانويين، وقريبة جداً من الواقع الذي يُحكى، وأيضاً ذاك الذي لا يُحكى أحياناً. وزماناً هي لا تغرق في الماضي بعيداً من عقد لكنها تُبحر في مستقبل قريب وموعود. كذلك، ينتقِل الراوي بين ضمائر الغائب والمتكلّم والمخاطب، كلٌّ لغرضه، لتبقى الذروة حبيسة الخاتمة. ربّما تحمل بعض السطور قسوة في طيّاتها أو أحكاماً أوّليّة تحتاج إلى التريّث قليلاً حتى نصل إلى النهاية، ومع ذلك هي لا تحيد عن طريق المقاومة وبشرى التحرير قيد أُنملة. كما تبدأ ببضعة انكسارات – الانكسار لا يعني الهزيمة أبداً – لكنها تبحث في خاتمة بين حُسنيَيْن.
Share message here, إقرأ المزيد
ما زلت أبحث عنك