هذا الكتاب من الكتب التي لم تُنشر في حياة مؤلفها، رحمه الله. وهو يتناول زيارة قام بها المؤلف إلى قازاقستان، المعروفة لقرَّاء اليوم باسم كازاخستان، وكأنه أراد أن يُحفِّـز القرَّاء على لزوم التسمية الأصيلة التي عرفها الأقدمون بها.
والرحلة بدأت في يوم الجمعة 1422/3/16هـ (8/6/2001م) واستغرقت أسبوعًا واحدًا، وأتت بعد زيارة قبلها بعشر سنوات ألَّف عنها كتابه «حديث قازاقستان».
وقازاقستان من المواضع التي كان المؤلف يتشوّق لزيارتها، حتى إنه قال في هذا الكتاب: «وأنا أحمد الله تعالى وأشكره على أن يسَّر لي زيارة أستانا، لأن زيارتها كانت من زيارات الأماني التي كنت أتمناها قبل أن أقوم بها».
ومردّ هذا الشوق هو التاريخ الإسلامي العريق لتلك البقاع، وما أسهم به سكانها من علوم، ويكفي أن تعرف أن إسماعيل الجوهري صاحب الصحاح من أرضها، وما عناه ذلك لمؤلف شغل بما اشتغل به الجوهري، أي في علوم العربية والصناعة المعجمية. وكتب أدب الرحلات تصنَّف ضمن كتب الأدب، لأنها تقصُّ قصة الرحلة وما لاقاه صاحبها فيها، وما قرأه وسمعه وشاهده منها. فهي بهذا لا تشيخ ولا تنقطع فائدتها حتى لو عصفت الأقدار بتلك الديار فبدَّلتها من حال إلى حال.
أسأل الله تعالى أن يُثيب هذا الرجل الكبير على ما خلّفه من أرث ثقافي غزير، وأن يجعل ذلك مما يسرّه لما يلقى وجه ربّه الكريم، وأن يجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
Share message here, إقرأ المزيد
نظرة إلى قازاقستان