القرآن الكريم كتاب "لا ريب فيه" حفظه المولى من التبديل في رسم وتعداد كلماته وترتيب سوره وآياته كما جاء في قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9). وفي هذا الكتاب يؤكد الدكتور "عدنان الشريف" على وجه من أوجه الإعجاز القرآني "المعجزة الرقمية" أو المعجزة العددية القرآنية بوصفها سبيل من سبل الدعوة ووسيلة تثبت المؤمن في إيمانه، ونقلة نوعية من إيمان الفطرة إلى يقين البرهان العلمي والمنطقي؛ وأيضاً دليل من دلائل النبوة ورد رصين على كل مشكك في القرآن الكريم والحديث الشريف. يقول الدكتور عدنان الشريف: "... في المعجزة الرقمية القرآنية يستطيع كل ذي منطق من أن يتأكد بأن القرآن العظيم وصل إلينا محفوظاً من دون تبديل في ترتيب سوره وآياته ورسم كلماته ما عدا تنقيطها وتشكيلها؛ ذلك كان بأمر من الله مصداقاً لقوله تعإلى أعلاه؛ ومن الإعجاز العلمي القرآني في مختلف فروع العلوم المادية والإنسانية يستطيع كل عالم في حقل اختصاصه أن يجد الدليل العلمي القاطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله مصداقاً لقوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ... (فصلت: 53)، وفي كل ذلك الرد العلمي المنطقي القاطع على كل مشكك بقدسية التنزيل قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (فصلت: 52). ما يميز الكتاب ويحشره في زمرة الأبحاث العلمية الجادة هو أنه يجيب عن بعض التساؤلات التي قد تخطر في ذهن المسلم عند قراءته للقرآن الكريم منها: 1. لماذا كان ترقيم سور القرآن العظيم خلافاً لنزولها؟ 2. لماذا اختلط ترتيب بعض الآيات المكية بالآيات المدنية في السور القرآنية؟ 3. لماذا كان رسم بعض الكلمات القرآنية خلافاً للفظها؟ 4. لماذا كان رسم نفس بعض الكلمات القرآنية مختلفاً بين آية وأخرى؟ 5. ويتساءل البعض عن "الحروف الصغيرة" في بعض الكلمات القرآنية مع وجوب النطق بها مثل نكتُب، يلوون، ننجي وغيرها كثير. 6. ويتساءل البعض عن تكرار بعض الآيات القرآنية؟ 7. ويتساءل البعض ما أهمية المعجزة الرقمية القرآنية بالنسبة لإيمان المسلم، إن سلمنا جدلاً بأنها ليست صدفة، وليست معجزة حقيقية؟ الجواب هو أن القرآن الكريم، كلام الله وجميع ما جاء به صناعة إلهية وهنا تكمن المعجزة.