إن الذي يريد أن يتعرف على مفهوم التعلم التجريبي لا بد من أن يدرك مفهوم التعلم أولا والفرق بينه وبين مفهوم التعليم ويدرك أيضا مفهوم التجربة وأنواعها وكذلك مفهوم التجريب والأساس الفلسفي لهذا المفهوم وهنا عليه أن يتعرف على الفلسفة التجريبية وأبرز منظريها وما جاءوا به من آراء خصوصا في مجال استخدام التجريب في التعلم.
كما يبيّن إن التعلم الناجح هو ذلك النوع من التعلم الذي يتكامل فيه الجانبين العقلي والتجريبي (العقل والجسد) أي التعلم الذي يشارك المتعلم فيه بكله جسده وأحاسيسه وعواطفه وعقله.
وهذا ما أطلقوا عليه التعلم التجريبي الذي يتكامل فيه التفكير مع التجريب والذي ينتج عنه أساليب من التعلم لا بد للمعلم أن يتعرف عليها لدى طلابه ليكيف أنشطته التعليمية على ضوءها.
إن كل ما تقدم وضع له أمثلة واستخدامات في مجال تعلم الرياضيات وذلك لسببين الأول كون الرياضيات تخصص الكاتب والثاني كون الرياضيات مفهوم مجرد والتطبيق التجريبي فيه يكاد يكون محدودا. فكان هناك التعلم والرياضيات ودور التجربة في تعلم الرياضيات والفلسفة التجريبية في الرياضيات والتعلم التجريبي ودوره في تعلم الرياضيات وتطبيق لكل دورة من دورات التعلم في مجال الرياضيات.
كما نجد في هذا الكتاب عرض تاريخي لأبرز القائلين بالتعلم التجريبي يضاف لذلك عرض أكثر توضيحاً لآراء جون ديوي وليفين وجان بياجيه وكارل روجرز.
وأخيرا بين المؤلف دور التعلم التجريبي في التدريب وزيادة كفاءة العاملين في كل المجالات وبينا أن هناك دورات للتعلم التجريبي التي يمكن استخدامها في مجال التدريب.