المبادئ، منذ القدم، هي الأسس التي تقوم عليها الحضارات. وحركتها هي حركة التاريخ الإنساني، والإنسان -في كل مكان- يعيش اليوم عصر صراع المبادئ.
لقد آن لأهل الإسلام أن يدخلوا حلبة الصراع بكامل عدتهم واستعدادهم وأن ينقلوا كلمة الإسلام في القضايا المعاصرة، لا نهوضاً بأمانة الدعوة فحسب، ولا سداً للثغرات التي تعتور المبادئ الأخرى فقط، بل وفاء بمطالب الإنسان الملحة في تحقيق السعادة والخير والسلام للإنسان.
إن أبحاث هذا الكتاب حول الديموقراطية الرأسمالية، والاشتراكية الماركسية، ونظرات كل منها في الكون والحياة والمجتمع والفرد، مع العرض الإسلامي المقارن لا تقصد إلى تجريد تلك المبادئ مما تتصف به من عمق التجربة والواقعية، والخبرة المكتسبة بالممارسة، ولكنها تهدف إلى إبراز حقيقة يتجاهلها الكثيرون وهي أن الإسلام يشتمل على هذه المميزات مجتمعة ويزيد عنها بأنه توأم الفطرة الإنسانية ووليد الوحي الرباني.
إنه كتاب يطرح المشاكل الإنسانية، السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والأخلاقية، ويبين لها مقدمة الحلول الإسلامية، فهو خطوة إسلامية لحل مشكلات العصر.